صاحب سفينة الصيد تلك شيخ كبير ، هو مالك السفينة بل و يقولون عنه انه مالك البحر نفسه من شدة نشاطه و مهارته في الصيد. لما نال منه الزمان ، و بلغ من الكبر مبلغه .. وهن ، فقرر أن يمنح سفينة الصيد إلي أحد أبناءه الثلاثة ليكمل من وراءه الطريق و يرث ملك أبيه.
فجمع الشيخ أبناءه الثلاثة و وعدهم بأن يعطي السفينة لمن يستحقها ، و قد وضع لثلاثتهم اختبار من سينجح فيه سيفوز بالسفينة.
فقال الابن الأكبر معترضا:
- ولما لا تكون لي ؟! .. فأنا أكبر أخواتي
فرد الأب:
- المُلك لمن يصونه ، و لن يصونه إلا من يقدر عليه
- و أنا أصونه و أقدر عليه !
- إذن فلتخضع للأختبار مثل أخويك و الأفضل سينال ملك السفينة.
فرد الأبن الأصغر:
- و ما ذلك الأختبار ياأبت ؟
- حسنا .. ستمضون بالسفينة في البحر إلي تلك المنطقة النائية المجاورة للجزيرة المهجورة و لكل منكم شبكة ليصطاد بها أكبر قدر ممكن من ذلك السمك الصغير الساكن هناك ..
- إن الأمر بسيط !
قالها الأبن الأكبر بنبرة غرور.
فاستطرد الأب حديثه كأنه لم يسمع شيئا:
- و لكن .. يجب ان احذركم شيئين .. فأما الأول أن لا تلتفتوا لأي شيء آخر طوال تلك الرحلة .. هدفكم هو السمك الصغير فحسب. واما الثاني فإن منطقة الصيد مليئة بأسماك القرش فلتحترسوا ..
ولتنتبهوا فالبحر عاصف و الرحلة مليئة بالمخاطر.
ذهل الأبناء لما سمعوا كلام أبيهم ..و لكن لامفر .. فلا طريق آخر نحو الملك.
مضي الشبان الثلاثة إلي رحلتهم في عرض البحر ، ثم عادوا في اليوم التالي فاستقبلهم أبوهم و سألهم عن الرحلة:
فأجاب الأبن الأصغر:
- لقد لقينا اهوال كثيرة .. نحمد الله أننا مازلنا سالمين !
ثم قال الأوسط:
- كم من مرة كادت القروش تعصف بنا ، و كم من مرة كاد البحر ينقلب علينا
فقال الأب:
-إذن حدثوني عن الأختبار
فقال الأوسط:
- بمجرد ان مضينا في عرض البحر استكبر أخي الأكبر أن يخضع للاختبار ، فلم يصيد شيئا ..
ثم صمت قليلا و عاود قائلا:
- و بمجرد ان وصلنا هناك وجدنا في تلك المنطقة لآليء فبهرتنا .. و لكننا تذكرنا تحذيرك و لكن ..
- و لكن ماذا ؟؟
- لقد خدعنا أخونا الأكبر ، قال لنا خذوا من تلك اللآليء فستصبحان ثريين و لن تحتاجا إلي سفينة أبيكما في شيء
- و انت استجبت لخادعه أليس كذلك ؟
فأجهش بالبكاء:
- لقد ضعفت يا أبي ..
فألتفت الأب إلي ابنه الأصغر و قال:
- و أنت ؟
- لقد بهرتني الأليء و لاشك ، ولكني حاولت أن أجاهد نفسي و أحفظ عهدك بي يا أبي
فابتسم الأب و وجّه حديثه لثلاثتهم:
- لقد صدق ظني .. كنت اعرف أن اكبركم سيستكبر ، و أن أوسطكم سيضعف ، و أن أصغركم سينجح.
فرد الأصغر مندهشا:
- و مادمت أنت أعلم بنا يا أبانا لما وضعتنا في رحلة مليئة بالمهلكات ؟!!
- ليعرف كل منكم مقدار نفسه .. فلو فعلت غير ذلك لأتهمت بالجور !
- ألست تحبنا يا أبي ؟
- و كيف لا يحب الأب اولاده ؟
- و كيف طاوعتك نفسك ان تلقي بأولادك علي حافة الموت ؟ كيف تلقي بنا في البحر في يوم عاصف في مكان مليء بالقروش ؟
- أسمع يا ولدي .. ما كنت لتعرف نفسك لو لا ما قابلت من شرور ، في المحن تشتد العزائم .. آلآمنا هي التي تجعلنا عظماء .. و انت لو لم تجابه الخطر في سبيل الملك فلن تشعر بقيمته.
- ألم تخشي علينا يا أبي ؟!
- بل إني لم ألقي بكم في البحر الهائج إلا خوفا عليكم !!
إننا نجهل الخير من الشر .. و ما تظنه انت شر بقصر بصيرتك قد يكون هو عين الخير .. و عندما أراد الله ليونس أن يلقي بنفسه في البحر سخر له بطن الحوت لا لتأكله بل لتنقذه ! .. فبطن الحوت أنقذت يونس من الغرق تماما مثلما فعلت سفينة نوح ..
يا بني لا قيمة لحياة سخية .. لا شيء أعظم من أن تكافح فتنتصر .
(( انتهي ))
فجمع الشيخ أبناءه الثلاثة و وعدهم بأن يعطي السفينة لمن يستحقها ، و قد وضع لثلاثتهم اختبار من سينجح فيه سيفوز بالسفينة.
فقال الابن الأكبر معترضا:
- ولما لا تكون لي ؟! .. فأنا أكبر أخواتي
فرد الأب:
- المُلك لمن يصونه ، و لن يصونه إلا من يقدر عليه
- و أنا أصونه و أقدر عليه !
- إذن فلتخضع للأختبار مثل أخويك و الأفضل سينال ملك السفينة.
فرد الأبن الأصغر:
- و ما ذلك الأختبار ياأبت ؟
- حسنا .. ستمضون بالسفينة في البحر إلي تلك المنطقة النائية المجاورة للجزيرة المهجورة و لكل منكم شبكة ليصطاد بها أكبر قدر ممكن من ذلك السمك الصغير الساكن هناك ..
- إن الأمر بسيط !
قالها الأبن الأكبر بنبرة غرور.
فاستطرد الأب حديثه كأنه لم يسمع شيئا:
- و لكن .. يجب ان احذركم شيئين .. فأما الأول أن لا تلتفتوا لأي شيء آخر طوال تلك الرحلة .. هدفكم هو السمك الصغير فحسب. واما الثاني فإن منطقة الصيد مليئة بأسماك القرش فلتحترسوا ..
ولتنتبهوا فالبحر عاصف و الرحلة مليئة بالمخاطر.
ذهل الأبناء لما سمعوا كلام أبيهم ..و لكن لامفر .. فلا طريق آخر نحو الملك.
مضي الشبان الثلاثة إلي رحلتهم في عرض البحر ، ثم عادوا في اليوم التالي فاستقبلهم أبوهم و سألهم عن الرحلة:
فأجاب الأبن الأصغر:
- لقد لقينا اهوال كثيرة .. نحمد الله أننا مازلنا سالمين !
ثم قال الأوسط:
- كم من مرة كادت القروش تعصف بنا ، و كم من مرة كاد البحر ينقلب علينا
فقال الأب:
-إذن حدثوني عن الأختبار
فقال الأوسط:
- بمجرد ان مضينا في عرض البحر استكبر أخي الأكبر أن يخضع للاختبار ، فلم يصيد شيئا ..
ثم صمت قليلا و عاود قائلا:
- و بمجرد ان وصلنا هناك وجدنا في تلك المنطقة لآليء فبهرتنا .. و لكننا تذكرنا تحذيرك و لكن ..
- و لكن ماذا ؟؟
- لقد خدعنا أخونا الأكبر ، قال لنا خذوا من تلك اللآليء فستصبحان ثريين و لن تحتاجا إلي سفينة أبيكما في شيء
- و انت استجبت لخادعه أليس كذلك ؟
فأجهش بالبكاء:
- لقد ضعفت يا أبي ..
فألتفت الأب إلي ابنه الأصغر و قال:
- و أنت ؟
- لقد بهرتني الأليء و لاشك ، ولكني حاولت أن أجاهد نفسي و أحفظ عهدك بي يا أبي
فابتسم الأب و وجّه حديثه لثلاثتهم:
- لقد صدق ظني .. كنت اعرف أن اكبركم سيستكبر ، و أن أوسطكم سيضعف ، و أن أصغركم سينجح.
فرد الأصغر مندهشا:
- و مادمت أنت أعلم بنا يا أبانا لما وضعتنا في رحلة مليئة بالمهلكات ؟!!
- ليعرف كل منكم مقدار نفسه .. فلو فعلت غير ذلك لأتهمت بالجور !
- ألست تحبنا يا أبي ؟
- و كيف لا يحب الأب اولاده ؟
- و كيف طاوعتك نفسك ان تلقي بأولادك علي حافة الموت ؟ كيف تلقي بنا في البحر في يوم عاصف في مكان مليء بالقروش ؟
- أسمع يا ولدي .. ما كنت لتعرف نفسك لو لا ما قابلت من شرور ، في المحن تشتد العزائم .. آلآمنا هي التي تجعلنا عظماء .. و انت لو لم تجابه الخطر في سبيل الملك فلن تشعر بقيمته.
- ألم تخشي علينا يا أبي ؟!
- بل إني لم ألقي بكم في البحر الهائج إلا خوفا عليكم !!
إننا نجهل الخير من الشر .. و ما تظنه انت شر بقصر بصيرتك قد يكون هو عين الخير .. و عندما أراد الله ليونس أن يلقي بنفسه في البحر سخر له بطن الحوت لا لتأكله بل لتنقذه ! .. فبطن الحوت أنقذت يونس من الغرق تماما مثلما فعلت سفينة نوح ..
يا بني لا قيمة لحياة سخية .. لا شيء أعظم من أن تكافح فتنتصر .
(( انتهي ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق