الفلسفة المادية هي تفسير أن كل الموجودات هي نتاج المادة ، فهي إنكارللروح و الغيبيات و تأويل كل الموجودات إلي مواد ، فالانسان آلة إذا تعطلت مات ! ، و الوعي ما هو إلا تغيرات فيزيوكيميائية ناشئة عن جهاز الانسان العصبي ، فلا هناك جوانب مجهولة فيه ، المادة وحدها قادرة علي تفسير كل الأشياء ..
إن تلك النظرية تقود بلا وعي إلي الإلحاد ، أو قل إن الملحدين أغلبهم تريحهم تلك النظرية ، تلك الفلسفة ، فهي تشير إلي أنه لا شيء بعد الموت إلا الفناء ، فلا ثواب و لا عقاب ، لا دافع أخلاقي أو اجتماعي ، لا دين و لا إله !
إن الاله - حسب تعبير أحدهم قاله لي - ما هو إلا وعاء نضع فيه نحن الموهومون - حسب تعبيره أيضا - كل الغيبيات التي نجهلها ، و لما استطاع العلم تفسير تلك الغيبيات أصبح الإله فكرة قديمة !
و هنا كان لزاما علي أن أجيبه ..
فرغم سذاجة الفرض بأن المادية تحكم كل شيء حولنا وسطحية الرأي الذي ينظر للأشياء بمظهرها بدون تعمق إلا أنني سأناقش الفكرة ، فبداية الفرض أن كل شيء تحكمه المادة لا يفسر لنا ما الفرق بين الكائن الحي و المادة غير الحية ؟؟ ، و يرد علي ذلك بأن الكائن الحي لديه جهاز عصبي يتحكم في انفعلاته و رغبته في الغذاء و النمو و الحركة و الاحساس و الرد لم يشير إلي أن الجهاز العصبي نفسه مادة ! فما الخاصية التي تميزه كي يعطي الكائن الحي صفات الحركة و الحس و الادراك و الوعي
و إذا تجاوزنا عن تلك المسألة بحجة ان هناك مواد أولية و مواد راقية مثلا فلا يمكننا التجاوز عن انفعلات الانسان ! ، فالفلسفة المادية تفسر لنا الاحساس علي أنه مجرد اشارات عصبية و هرمونات ، فالحب ما هو الا هرمونات جنسية و الخوف ما هو الا هرمون الادرينالين و هكذا ..
فهو هنا يغالط الحقيقة ، لأنه يعكس الترتيب ، أيهما يؤدي إلي الأخر ؟ أيؤدي إفراز الادرينالين الي الاحساس بالخوف ، ام يؤدي الاحساس بالخوف إلي إفراز الادرينالين ؟
إن إفراز الهرمونات و ارسال الاشارات العصبية هي استجابة لرغبة الانسان ، فالانسان يريد و الجسم يستجيب لا العكس !
و إذا كان الأمر كما يقول أولئك الملحدون فليفسروا لنا لماذا يحتاج الانسان إلي العدل ، الحق ؟؟ ما هي الارادة ؟؟ فليفسروا لماذا يضحي الانسان ببيته الهاديء و راحة باله في نضال من أجل حرية لوطنه !
إذا كان الانسان هو هذه المادة فكيف يمكن لمادة ان تضحي بذاتها ؟؟ كيف يمكن لإنسان أن يقرر أن ينهي حياته في عملية استشهادية مثلا ؟؟ ، لابد أن هناك دافعا ، هناك ذاتا علوية تعلو علي الجسد تضحي به من أجل ما هو أسمي
و لو ان كل ما في هذه الدنيا مادة قل لي فبما تتفاضل البشر ؟؟ لماذا ذلك الانسان طيب و ذلك خبيث ؟ لماذا هذا صالح و ذاك طالح ؟ لماذا ذاك جبان و ذلك شجاع ؟! كيف تتفاضل المادة علي بعضها البعض ما لم يكن هناك تفاضل للنفوس ، لتلك الذات الروحية التي تتباري في ميادين جهاد النفس و الأعمال الصالحة !
و أخيرا رددت علي ذلك الفيلسوف المادي الرائع سؤاله ، فعندما حدثني عن أن الغيبيات كشفها العلم فلا حاجة إلي الله الآن ، فسألته إن كان الأمر كذلك لمَ لمْ يصنع العلم إنسانا ؟؟ لمَ حتي لا يصنع ذبابة ؟؟ فالعلم الآن علي دراية كاملة تشريحيا بمكونات الذبابة ألا يمكنه تجميع المادة لصناعة ذبابة ؟
فأجابني العلم لم يصل إليها حتي الآن ، و لكن ما الذي يدريك أنه لن يصل إليها في المستقبل ؟!
فأجبته : أنت أنكرت الله لأنه غيب ، و آمنت بقدرة العلم مع انه غيب أيضا !!
فماطلني في الرد و أخذ يجادل و ينتقل من نقطة لأخري في حديثه و هنا أدركت أنه لا وجود للفلسفة المادية كمنهج و لكن يوجد من يؤمنون بها لأنهم لا يريدون تكليف من الله
*ملحوظة: إن المحادثة الواردة بالمقال حقيقية منذ قرابة عام من تاريخ نشرها ، و لكن لم تنشر في حينها لأسباب أخلاقية
إن تلك النظرية تقود بلا وعي إلي الإلحاد ، أو قل إن الملحدين أغلبهم تريحهم تلك النظرية ، تلك الفلسفة ، فهي تشير إلي أنه لا شيء بعد الموت إلا الفناء ، فلا ثواب و لا عقاب ، لا دافع أخلاقي أو اجتماعي ، لا دين و لا إله !
إن الاله - حسب تعبير أحدهم قاله لي - ما هو إلا وعاء نضع فيه نحن الموهومون - حسب تعبيره أيضا - كل الغيبيات التي نجهلها ، و لما استطاع العلم تفسير تلك الغيبيات أصبح الإله فكرة قديمة !
و هنا كان لزاما علي أن أجيبه ..
فرغم سذاجة الفرض بأن المادية تحكم كل شيء حولنا وسطحية الرأي الذي ينظر للأشياء بمظهرها بدون تعمق إلا أنني سأناقش الفكرة ، فبداية الفرض أن كل شيء تحكمه المادة لا يفسر لنا ما الفرق بين الكائن الحي و المادة غير الحية ؟؟ ، و يرد علي ذلك بأن الكائن الحي لديه جهاز عصبي يتحكم في انفعلاته و رغبته في الغذاء و النمو و الحركة و الاحساس و الرد لم يشير إلي أن الجهاز العصبي نفسه مادة ! فما الخاصية التي تميزه كي يعطي الكائن الحي صفات الحركة و الحس و الادراك و الوعي
و إذا تجاوزنا عن تلك المسألة بحجة ان هناك مواد أولية و مواد راقية مثلا فلا يمكننا التجاوز عن انفعلات الانسان ! ، فالفلسفة المادية تفسر لنا الاحساس علي أنه مجرد اشارات عصبية و هرمونات ، فالحب ما هو الا هرمونات جنسية و الخوف ما هو الا هرمون الادرينالين و هكذا ..
فهو هنا يغالط الحقيقة ، لأنه يعكس الترتيب ، أيهما يؤدي إلي الأخر ؟ أيؤدي إفراز الادرينالين الي الاحساس بالخوف ، ام يؤدي الاحساس بالخوف إلي إفراز الادرينالين ؟
إن إفراز الهرمونات و ارسال الاشارات العصبية هي استجابة لرغبة الانسان ، فالانسان يريد و الجسم يستجيب لا العكس !
و إذا كان الأمر كما يقول أولئك الملحدون فليفسروا لنا لماذا يحتاج الانسان إلي العدل ، الحق ؟؟ ما هي الارادة ؟؟ فليفسروا لماذا يضحي الانسان ببيته الهاديء و راحة باله في نضال من أجل حرية لوطنه !
إذا كان الانسان هو هذه المادة فكيف يمكن لمادة ان تضحي بذاتها ؟؟ كيف يمكن لإنسان أن يقرر أن ينهي حياته في عملية استشهادية مثلا ؟؟ ، لابد أن هناك دافعا ، هناك ذاتا علوية تعلو علي الجسد تضحي به من أجل ما هو أسمي
و لو ان كل ما في هذه الدنيا مادة قل لي فبما تتفاضل البشر ؟؟ لماذا ذلك الانسان طيب و ذلك خبيث ؟ لماذا هذا صالح و ذاك طالح ؟ لماذا ذاك جبان و ذلك شجاع ؟! كيف تتفاضل المادة علي بعضها البعض ما لم يكن هناك تفاضل للنفوس ، لتلك الذات الروحية التي تتباري في ميادين جهاد النفس و الأعمال الصالحة !
و أخيرا رددت علي ذلك الفيلسوف المادي الرائع سؤاله ، فعندما حدثني عن أن الغيبيات كشفها العلم فلا حاجة إلي الله الآن ، فسألته إن كان الأمر كذلك لمَ لمْ يصنع العلم إنسانا ؟؟ لمَ حتي لا يصنع ذبابة ؟؟ فالعلم الآن علي دراية كاملة تشريحيا بمكونات الذبابة ألا يمكنه تجميع المادة لصناعة ذبابة ؟
فأجابني العلم لم يصل إليها حتي الآن ، و لكن ما الذي يدريك أنه لن يصل إليها في المستقبل ؟!
فأجبته : أنت أنكرت الله لأنه غيب ، و آمنت بقدرة العلم مع انه غيب أيضا !!
فماطلني في الرد و أخذ يجادل و ينتقل من نقطة لأخري في حديثه و هنا أدركت أنه لا وجود للفلسفة المادية كمنهج و لكن يوجد من يؤمنون بها لأنهم لا يريدون تكليف من الله
*ملحوظة: إن المحادثة الواردة بالمقال حقيقية منذ قرابة عام من تاريخ نشرها ، و لكن لم تنشر في حينها لأسباب أخلاقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق