الإختيار .. عندما تكون إرادتك إجبارا لك ..
و وجودك مسئولية ثقيلة .. و حريتك عبء يضاف إلي أعباء الحياة
الإنسان في كل لحظة يتعين عليه أن يختار ..
مهما كان عمره أو ثقافته أو دوره في الحياة .. منذ اللحظات الأولي لنا نقع في حيرة
الأختيار .. تختار خلقك و شخصيتك .. تختار صديقك و جارك .. تختار مسار لحياتك و
حتي مجرد إمتناعك عن أن تختار هو في حد ذاته إختيار ! .. لقد أخترت أن يختار لك
الأخرون فلا مبرر إذن من الشكوي أنك محروم
من حريتك في الأختيار .. لأنك فقدت إرادتك بمليء إرادتك ..
و كثيرا ما نقع في ذلك .. كم من المشاعر التي
تستولي علينا تفقدنا حريتنا .. و لكننا نختارها بمنتهي الحرية
الحب عاطفة غير ديموقراطية بالمرة و مع هذا
فنحن ساعون إليه بشدة ! .. و الشهرة تفقدك الحرية و الخصوصية و مع هذا تحلم بها ..
بل إن المال أسواء قيد لأنه يقيد حريتك بوجوده .. و يحد من حريتك في حدود ما تمتلك
من مال و رغم ذلك يكدح الإنسان الي المال كدحا ..
و النجاح قيد و المتعة قيد و حب النفس قيد و
العقل قيد و انعدامه قيد أيضا !
و لا تقل لي أن الحياة تفرض علينا .. الحياة
لا تفرض شيئا بل إننا من نختار كل شيء .. إننا من نضع القوانين و نرسم الحدود و
نكتب الدساتير .. و بمقدورك أن ترفض أي شيء إن كنت تمتلك الجرأة و الإيمان بما
تصنع .. أنت تفرض علي نفسك العذاب ثم تشكو من ألمه ولكن في الواقع من الممكن أن
تستغني عن أي شيء فقط لو توافرت لك الإرادة لأنْ تفعل ذلك
المسألة أنك في كل لحظة أمامك إختيار .. و في
كل لحظة إختيار أنت تفوز بشيء أنت مؤمن به و لكنك تخسر باقي الإختيارات التي كانت
متاحة أمامك .. هذه هي الحقيقة و إيمانك بما تختار هو الذي يهون عليك بلاء فقدان
الإختيارات الأخري .. فهي غاية العدالة إذن أنت تختار مكسبك و طريقك و تدفع الثمن
خسارة باقي الإختيارات ! .. أي لحظة الإختيار هي اللحظة التي تفقد فيها حريتك ثمنا
لما وقع عليه إختيارك
و تذكر دائما أنك لن تنال كل شيء .. فلا يمكن
أن تكون الرابح الوحيد في عالم الكل فيه خاسرون !
و عليك دائما أن تتذكرأيضا أنك من أخترت ..
فأنت مسئول إذن .. لا تلومن إلا نفسك .. فالساعي إلي التفوق لا يجب أن يشكو من
مرارة إجتهاده لأنه من فرض علي نفسه ذلك الاجتهاد .. و الساعي إلي الحكمة لا يجب
أن يشكو من مرارة الحمق المحيط به لأنه من فرض علي نفسه تلك الحكمة .. لتعلم إذن
أنك لا تقدم تنازلا ولا تضحية .. أنما أنت تدفع الثمن .. إنها الضريبة لما أخترت
.. و غيرك ربما يحلم بما أنت فيه و لكنه يدفعه ثمن لإختيار آخر ..
إن حريتك التي أخترت بها هي المسئولية
الملقاه علي عاتقك في كل لحظة .. إختيارك يعبر عنك فلا تبكي علي ما صنعت لنفسك و كن علي قدر
إختيارك ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق