الجمعة، 24 فبراير 2012

خليك في حالك ...

عندما تسير في الطرقات ترمق بعينيك من علي يمينك و من علي يسارك .. تنظر علي الطريق مرة و علي من حولك ألف مرة .. تنظر الي الناس كيف ينظرون اليك ! .. تسير و كأنك أعجوبة  ..تتخيل أن كل من في طريقك و في موقع عملك و في بيتك يدقق النظر في أدق تفاصيلك .. فتود لو أن تصرخ فيهم بعلو الصوت " خليك في حالك ! " .. اطمئن لست وحدك الذي تشعر بذلك كلنا يا عزيزي نتخيل العيون تتلصص لتسرق منا خلسةً نظرة حسد أو اعجاب أو حتي ازدراء ..

 اعمالنا نقيسها بمقياسي ما يرضينا و ما يرضي الناس .. واهمون نحن اذن ان تخيلنا أن بمقدورنا ارضاء الناس .. سننقاش تلك القضية لاحقا و لكن ...  من ادخل الي عقل حضرتك أن البشر قد خلا من همومه ليضعك همه الأول ؟؟ من الذي لعب بخيالك و اقنعك انك اصبحت محل الدراسة البشرية !! .. فالذي يحدق النظر فيك قد تكون هيئتك أو زيّك يذكره بهمٍ فامتعض .. او بفرحٍ فابتسم

 غيرك ايها الانسان العاقل همه الأول هو نفسه لأنه يظن انك ايضا تنظر اليه .. غيرك غارقًا الي أذنيه في الهموم .. غيرك انهكته الحياة و أخذت منه و أعطته مثلك .. لا فضل له عليك و لا أنت أفضل منه في شيء ! و لو كان منا أحدًا خاليًا من العيوب لصار نبيًا .. و لو كان منا أحدًا يمتلك كل شيءٍ لانتحر !! .. صدقني كلنا تملأنا النواقص .. و لو أن أحدا ينظر اليك فانه لينظر اليك ليس غبطةً ولا شفقةً بقدر ما هو يطمئن الي نفسه انه ليس بأقل ممن حوله ! هيئتك و خُلقك و عملك هو خالص لك .. عملاً بينك و بين الله .. العيون التي تظن انها تسير خلفك في كل مكان صدقني لا تري الا أنفسها .. و ان كادت ان تراك فلا تراك الا كلمح البصر فلا تحتاج منك كل هذا المجهود في ارضاءها

ثم ان ارضاء الناس أمر ليس له من الواقع نصيب .. خيال غير علمي  لأن الناس اختلفت أذواقهم و أعينهم و أفكارهم فما أتفقوا علي شيء و لا حتي علي الله عز و جل .. و من يضع الناس نصب عينيه اعيته الناس و لن يرضيهم ايضا !!
صدقني أنت في وسط الناس لك ملكوتك وحدك .. من حولك لديهم من العيوب ما يمنعهم من الالتفات الي عيوبك .. و لديهم من الخطايا ما يمنعهم من ارتداء ثوب الوعظ و الارشاد .. من منا بلا خطايا ؟؟ من منا هذا الانسان الكامل الذي يحاكم من حوله ؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق