انه يعيش علي الأرض .. و الأرض
بأبسط الكلمات هو صراع التناقضات ابتداء من الكفر و الايمان .. و الخير و الشر ..
نهاية بالغني و الفقر و حتي الطموح و اليأس!!
هو مغرم
بأن يتقمس دور البطولة .. دور الفارس في روايات يوسف السباعي .. دور المُصلح
الاجتماعي .. دور الناقد .. دور الواعظ ..
أطلق عليه ما شئت .. لكنه الدور الذي يحبه الانسان و يتقمسه بطلقائية شديدة و
ببراعة أشد
الانسان نادرًا ما يعجز .. نادرًا
ما يجهل .. نادرًا ما يُخطيء .. هكذا هو يعتقد .. و لكنه في الحقيقة أشد عجزًا و
جهلًا و أكثر المخلوقات خطيئةً و لكن دون أن يدرك
الأمر ببساطة لن يستقيم ما دام كل
ما يهم الانسان أن يفتش في عيوب الدنيا و ساكنيها .. و لا يحمله عقله أن يفكر في
عيوبه و لو لدقيقة ! .. الانسان قد يعيش حياته و يموت دون أن يكتشف في نفسه عيبا !
.. فان الاهتمام المفرط بأخطاء الأخرين يجعلك
تموت قبل أن تتاح لك الفرصة في أن تتعرف علي أخطاءك .. هكذا قال من قبلنا
ستكتشف بشاعة صنيع الانسان اذا فكرت كيف يمكن أن تكون قاضي في قضية أنت متهم
فيها؟!! ... الكل ينتقد بشدة غيره في الوقت الذي فيه لم يفكر أن ينتقد فيه نفسه ..
هو الملاك الوحيد علي أرض الشياطين ! .. و لكن بكل أسف ان أرضنا لم تتطئها
الملائكة بعد أيها السادة. قليلون من أحسنوا فهم غيرهم ..
و قليلون جدا من أحسنوا فهم أنفسهم !! ..
رغم أن معرفة النفس أول الطريق لمعرفة
الله ! .. كما يقول د. مصطفي محمود
عذراً .. ليس منَّا ملاكا لا يُذنب .. و لا
شيطانا لا يحسن صنعا .. و كذلك ليس منّا الهاً متطلع علي النوايا و قادرا علي
اصدار أحكاما لا شك في نزاهتها و عدلها .. اننا بشر و كلنا ذوو خطايا .. و كلنا ممتلئون بالعيوب !
.. و كلنا نطلب الرحمة و المغفرة من القادر الوحيد !
اعقلوها جيدا .. و حاسبوا أنفسكم أولاً !!